الكاتب مجاهد البوسيفي |
مجاهد البوسيفي: حزب الله في موقف حرج
حزب الله في موقف حرج جدا.غالبا إسرائيل اصبح عندها خارطة متكاملة لتحركات قادته وكتائبه ومقراته، وكل مايلزم لاحداث ضرر بالغ به، وهذه المعلومات (طبعا) جاءت بعد مراقبة طويلة عبر البيجرات والووكي توكي، الذي تم تفجيرها اخيرا.
بمعنى ان القادم أسوأ، والحزب يقع ايضا تحت ضغط مموله وحليفه الاساسي ايران، التي تسعى للتهدئة قدر امكانها، وهي تعمل على تصريف اغتيال هنية، على شكل مكاسب تفاوضية مع اميركا، مختارة مصلحة النظام على كرامته ومخاطرة، بضرب هيبته الداخلية والتقليل منها من اجل تلك المكاسب المتوقعة، والتي من الممكن عدم تحققها في النهاية.
حزب الله منساقا مع هذا الموقف، يفقد ايضا كل يوم بعض الهيبة، والكثير من العناصر، ومنهم قادة صعب تعويضهم، اضافة لفقدانه الكامل للمبادرة التي استلمها نتنياهو، على كافة الجبهات..غزة وايران وسوريا ولبنان، ساعيا بكل جهد لتوسيع الحرب لاغراض امنية، واخرى شخصية تخصه.
مع الأيام يتضاءل وجود حماس، وتدفع كل مرة الى الركن والهامش، ويفقد حزب الله كل يوم جزء من قوته وكرامته، في سبيل ان يحقق الحليف الكبير ايران، ما يسعى اليه من مكاسب خاصة في الملف النووي.
الان الحزب في موقف يضطره للرد بقوة، ولكن اضافة للقيد الايراني، هناك شكوك جدية حول مقدرته، حتى لو اراد، وبعض المحللين الامنيين يقولون: " انه قد تم تحييد اهم قادته وعناصره في الضربة الاخيرة، عبر تفجير البناجر،" والبعض يقول: "انه يحتاج لسنوات لاعادة بناء كادره القيادي".
الوضع يتعقد كل يوم، والمخفي اكثر من المعلن، والاختراقات التي ظهر بعضها مؤخرا ،تبدو عميقة، تصل الى المفاصل، ومكامن الأعصاب المهمة للحزب وايران.
الخلاصة ان الحزب يحتاج للرد بقوة، لاستعادة بعض هيبته، التي يحكم بها الداخل اللبناني، ولكنه ايضا في خضم حسابات معقدة، ويواجه رجل متهور، يملك امكانيات تقنية وعسكرية، ودعم معلن وسري، من شارعه ومن اطراف دولية عديدة مؤثرة.
نرحب بتعليقاتكم