متابعة : سالم أبوظهير
شهدت بريطانيا مؤخرًا جريمة مروعة استهدفت ثلاث فتيات صغيرات، مما أثار صدمة واسعة في المجتمع البريطاني والأوروبي. وقد سلطت هذه الحادثة الضوء على قضايا أمنية أوسع نطاقًا. ولا سيما مع تصريحات إيلون ماسك على منصتة ْX، التي قال فيها :" أن "الحرب الأهلية في أوروبا أمر لا مفر منه".هذه التغريدة اثارت كثيراً من الجدل واسهمت بشكل كبير في في تأجيج المخاوف على مستوى القرة الاوربية كلها .
الجريمة
في 29 يوليو 2024، اقتحم شخص مجهول مسلح بسكين مدرسة لتعليم الرقص في مدينة ساوثبورت الهادئة. كان هناك 12 شخصًا في المدرسة، وتعرضوا جميعًا للهجوم. شاهد عيان لاحظ امرأة تخرج من المدرسة وهي مغطاة بالدماء وتتكىء على الرصيف، فأبلغ الشرطة فورًا. عند وصول الشرطة، أُعلن عن "حادث كبير"، حيث أُصيب 9 أشخاص، معظمهم من الأطفال، وتوفي 3 فتيات صغيرات تتراوح أعمارهن بين 6 و9 سنوات. هذا الحادث أُعلن أنه أسوأ هجوم طعن جماعي في تاريخ بريطانيا الحديث.
قامت الشرطة بتأمين الموقع بسرعة وبدأت التحقيقات، وتم القبض على المشتبه به في وقت قياسي. المفاجأة كانت أن المهاجم هو مراهق يبلغ من العمر 17 عامًا فقط، ولا توجد لديه دوافع واضحة وراء جريمته. على الرغم من أن المعتدي كان قاصرًا، اتخذت السلطات البريطانية قرارًا غير معتاد بالكشف عن هويته.
المجرم
انتشرت بعد وقوع الجريمة معلومات مغلوطة حول هوية مرتكبها، وبأنه مسلم مهاجر، وصل إلى بريطانيا عن طريق البحر،وادى تداول تلك المعلومات بشكل لم يسبق له مثيل عبر منصات التواحل الى حدوث موجة من الكراهية والعنف ضد المسلمين. وتبين ان المجرم لم يكن مسلمًا ولا مهاجرًا، وانه من مواليد إنجلترا واسمه الحقيقي ليس علي، بل أكسيل.ومن عائلة مسيحية، وتزور الكنيسة بانتظام، مما يدحض الادعاءات التي تربط الجريمة بالإسلام أو الهجرة.
كما تبين فيما بعد ان الهدف الغرض الأساسي من نشر تلك الشائعات، هو تأجيج الكراهية والعنف ضد المسلمين، وتوجيه اللوم عن الجريمة إلى فئة معينة بدلًا من التركيز على الأسباب الحقيقية وراء مثل هذه الأفعال الشنيعة. وهنا البيانات الكاملة للمجرم مرتكب تلك الجريمة المروعة
- الاسم: أكسل روداكوبانا
- العمر: 17 عامًا
- الجنسية: بريطاني
- مكان الميلاد: كارديف، بريطانيا
- الديانة: مسيحي
معلومات مغلوطة واعتداءات على المسلمين
بشكل سريع وغير متوقع ، تعقدت الامور بشكل غير متوقع لدى السلطات الامنية في بريطانيا ، بسبب تدفق وانتشار كثير من الأخبار الزائفة، التي تسببت بشكل مباشر في حدوث موجة من الاحتجاجات العنيفة في المدن الكبرى مثل لندن ومانشستر وليفربول، حيث تصاعدت الأعمال العنصرية ضد المسلمين والمهاجرين. وتضخمت هذه الاحتجاجات لتصبح الأكبر منذ عقد، مدفوعة بأخبار كاذبة مجهولة المصدر.
وأدت الاحتجاجات إلى اعتداءات على المسلمين، بما في ذلك تدنيس قبور إسلامية في مقبرة ليفربول، وتدمير ركن للدعوة الإسلامية، وإلقاء نسخ من المصحف الشريف. كما تحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب ونهب، حيث تم استهداف محلات تجارية، بينها متجر كان يرفع شعار "قاطعوا إسرائيل".
الأمور تصاعدت إلى حد إضرام النار في فندق يأوي طالبي لجوء، ما استدعى تدخل قوات مكافحة الشغب لنقل السكان إلى موقع آخر سري. وبدا المشهد بعد الاشتباكات كأنه ساحة معركة من زمن الحروب العالمية.
بيانات رادعة ومداهمات من الحكومة
رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أصدر بيانًا صارمًا وصف فيه الشوارع بأنها مليئة بالبلطجية، وتوعد بقمع جميع أشكال الشغب باستخدام قوة من الضباط. الشرطة البريطانية أصدرت تحذيرات صارمة تتضمن عقوبات قاسية:
- الشغب: السجن لمدة 10 سنوات
- التحريض: السجن لمدة 7 سنوات
- الأضرار والجرائم: السجن لمدة 10 سنوات
بدأت السلطات الامنية في عموم المدن المنكوبة بحوادث الشغب ،،بالقيام بحملات ومداهمات واعتقالات واسعة، وسرعان ما تم تقديم 400 شخص للمحاكمة، وحكم على ويليام مورجان، أكبر المشاركين في الشغب، بالسجن لمدة عامين و8 أشهر. حتى الأشخاص الذين شاركوا في التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم يسلموا من العقاب، إذ تم القبض على شخص دعا لإشعال النار في مساكن اللاجئين وحكم عليه بالسجن 3 سنوات.
تحقيقات بعد هدوء العاصفة
مع هذه الإجراءات الصارمة، هدأت أعمال العنف، لكنها تركت المسلمين في وضع حرج. حاولت وزيرة الداخلية البريطانية طمأنة المسلمين، ولكن الشكوك لا تزال قائمة حول من يقف وراء هذه الفوضى. في ساوثبورت، اتحد السكان من مختلف الأعراق والأديان لإصلاح مسجد تعرض للتخريب على يد مثيري الشغب.
تحقيقات صحفية أشارت إلى تورط جهات خارجية في تأجيج هذه الأحداث، ووجهت أصابع الاتهام إلى روسيا، لكن البروفيسور ديفيد ميلر يرى أن القصة قد تكون أعمق من ذلك، مشيرًا إلى احتمال تورط جهات أخرى أو حتى الاستخبارات البريطانية في تلك الفوضى.
في تطور غريب، تبين أن المهاجم الذي استهدف الفتيات كان قد نفذ جريمته أثناء درس رقص بعنوان "تايلور سويفت". وبعد أسبوع فقط، تم إلغاء ثلاث حفلات للمغنية في النمسا بعد اكتشاف مخطط لاستهدافها، والمشتبه به كان أيضًا مراهقًا دون دوافع واضحة. السؤال المطروح الآن: هل هذه سلسلة من الصدف الغريبة، أم أن هناك لعبة خطيرة تُحاك في الخفاء؟
نرحب بتعليقاتكم