طرابلس ... لرزان نعيم المغربي |
عَبَثًا هُرُوبَكَ مِنْ اَلتَّفَاصِيلِ . .
حَيْثُ اَلْمَعْنَى يَتَجَلَّى
تَقْرَأُ خُطُوطَ كَفِّي …
بِأَصَابِعِكَ سِرًّا . .
نَجْتَرِحُ اَلصَّمْتُ
وَشِرْيَانُ اَلْمَدِينَةِ ، يَغْمُرُنَا بِسِكِّينَةٍ . .
بَاذِخَةً اَلْهُدُوءِ
وَتَسْأَلُنِي :
هَلْ حَقًّا تَجَمَّدَتْ أَوْصَالُ عَقَارِبَ " سَاعَةِ اَلْبُرْجِ " ؟
خَوْفًا عَلَى زَمَانِ اَلْحُبِّ ؟
أُمٌّ لِأَنَّنَا عَبَّرْنَا زَمَنُ اَلصَّمْتِ
فِي « زَنْقَة اَلْفَرَنْسِيس » ؟
لَمِنْ نَدَع مِسَاحَاتُ اَلْبَوْحِ
وَالتَّفَاصِيلِ … مَحْرَقَةَ
وَطَرَابُلُس تَغْمِزنَا بِعَيْن وَاحِدَةٍ
مَفْتُوحَةٍ نَحْو . . " زَنْقَة اَلرِّيحُ "
حَيْثُ لِرُطُوبَةِ اَلْمَكَانِ . .
رَائِحَةٌ . .
قَادَتْ خُطُوَاتِي . . لِأَقْتَفِي أَثَرَكَ . .
بعْدٌ ، أَلْفُ عَامٍ . .
اِنْزِلْ اَلدَّرَجَاتِ اَلْمُفْضِيَةَ " مَارْكُوسْ إِيلِيُوْسْ "
تَتَنَاثَرَ فِي اَلْفَضَاءَاتِ عِبَارَاتِكَ
أُمَيِّزُ صَوْتُكَ اَلْحَادُّ :
سَامَحَتْهُمْ جَمِيعًا . . عَلَى هَذَا اَلْخَرَابِ
وَصَافِرَاتِ اَلسُّفُنِ اَلْمُغَادَرَةِ . . تَنْطَلِقَ
تَفْزَعُ نَوَارِسَ اَلْمِينَاءِ …
أَتُرَاهَا … أَتُرَاهَا …
تِلْكَ اَلتَّفَاصِيلِ اَلْمُوجِعَةِ ؟
وَقْتُ اَلرَّحِيلِ …
نُعَانِدُهَا ، وَنَلْتَقِي
وَبَيْنُنَا سُورًا مِنْ اَلصَّمْتِ
يَفْصِلُنَا . .
مَرَّةُ ثَانِيَةٍ . .
تَسْحَبُنِي نَحْوَ اَلدُّرُوبِ اَلضَّيِّقَةِ . .
فِي اَلْحَارَةِ يُدْهِشُنِي " سُوقُ اَلْحَرِيرِ " . . .
وَحَنِينَ اَلنِّسَاءِ إِلَيْهِ لَا يَنْقَطِعُ . .
يَتَبَعْثَرَ صَوْتِيٌّ بِصَوْتِ اَلْمَآذِنِ تَتَقَابَلُ
وَيَمُرُّ صَدَاهَا . .
فَوْقَ " قَوْسِ مَارْكُوسْ "
مِنْ جَدِيدٍ تَمْحِي مَا تَجَلَّى . .
عَبْرَ قُرُونٍ . .
وَأَنْتَ تَهَرُّبٍ . . . .
تَمْحِي مَا كَتَبْنَاهُ . .
بِقَلَمَ اَلرَّصَاصِ . .
أَفْتَحُ لَكَ كَفِّي .
تَهْمِسَ . .
أَصَابِعُكَ . .
بِأَسْرَارِي . .
أَيُّهَا اَلْعَرَّافُ اَلْجَدِيدُ . .
لَا تَقَعُ فِي مِصْيَدَةِ اَلْبَوْحِ . .
أَحْلَى مَا فِي طَرَابُلُس . .
أَنَّهَا . .
خَبَّأَتْ كَفُّهَا اَلْمَحَنَاَهْ . .
دَاخِلَ حَارَاتِهَا …
لَا تُفْصِحُ عَنْهَا إِلَّا لِأَنَّنِي
تُشْبِهُهَا . .
نرحب بتعليقاتكم